الثغور المغربية المحتملة في الوتائق و الكتابات الإنسانية

في إطار رفع الالتباس عما آلت إليه العلاقات القائمة بحكم الجغرافية والتاريخ بين المغرب والجوار، حرص المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب على التعريف بما لحق المحال المغربي من تحرشات أو اقتطاعات ترابية ناتجة عن تدخل هذا الطرف أو ذاك.

ونظراً لما خلفته هذه الأوضاع على مستوى الردود الرسمية والتدوين الدبلوماسي، فإننا ارتأينا أن نعمل على برمجة التعامل علمياً مع الموضوع فقررنا أن ننشر الكتابات الموثقة حوله من قبل الدولة المغربية نفسها ثم انطلاقاً من أرشيف وأدبيات الدول الأخرى. وهكذا، فبعد أن أصدرنا مجلداً خاصاً بالأرشيف الوطني وأبرزنا طريقة تعامله مع قضية التخوم وحدود المغرب الشرقية منذ ما لا يقل عن ست سنوات، لم يكن لنا إلا أن نردف هذه الخطوة الأولى بخطوتين متواليتين تمثلتا في إصدار الأهم مما خلفه الأرشيف البريطاني من جهة أولى ومنتخبات من الأرشيف الفرنسي بالنسبة لنفس التخوم الشرقية والحدود الجزائرية – المغربية من جهة أخرى، وإذا كانت هذه الأعمال قد دارت كلها حول ما لحق المجال المغربي من استفزازات أدت إلى اغتصاب جزء هام من ترابه بنفس هذه المنطقة الجنوبية – الشرقية بالذات، فالواقع أن ايلاءنا الأسبقية لهذا الجناح لم يكن له أن يثنينا عن الالتفات إلى ما ظل يعانيه المغرب من جهة الشمال منذ ذلك الانحسار المفصلي الناتج عن خروج البوغاز من قبضة يده ابتداء من مطلع القرن الثالث عشر للميلاد. وبعبارة أبسط لنقل إن هذا الانحسار قد أدى مباشرة إلى تجاسر القوى الناشئة بشبه الجزيرة الإيبيرية قبل أن يفضي هذا التجاسر بدوره إلى احتلال الشواطئ هنا وهناك ثم إلى احتلال الجزر وبعض القواعد البحرية بصفة قارة أو شبه قارة. وبما أن الأمر يتعلق هنا بمسلسل طويل النفس ووضع قائم حتى الساعة كما تشهد بذلك الأوضاع الماثلة بمدينتي سبتة ومليلية على الخصوص، فلقد كان لزاماً علينا أن نفرد هذا الشق المعقد ببرمجة مستقلة قائمة بذاتها.

Contact

Académie du Royaume du Maroc
Avenue Mohamed VI
Km 4 10100 Rabat Maroc
Tél. +(212) 0700761387
Email : irrhm@alacademia.org.ma