عرفت الفنون التشكيلية في المغرب تطورا ملحوظا في العقود الأخيرة. حيث أصبحت تتمتع بسمعة مرموقة على الصعيد العالمي، مما يثير شغف المغاربة من هواتها ومحبيها على حد سواء. ولقد أضحى هذا الفن بجميع أشكاله جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي ببلادنا، للفكر المتنور.
ونظرا لكونها فضاء متميزا، كان لزاما على أكاديمية المملكة المغربية أن تواكب هذه الرؤية النقدية والبناءة، والانفتاح على الفن البلاستيكي المغربي الذي اقتنت منه بعض روائعه بهدف الارتقاء بإشعاع بنيانه.
ولقد كانت مشيئة صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، قدس الله روحه، عبر تأسيس أكاديمية المملكة المغربية وإحاطتها برعايته السامية – بصفته راعي التقاليد المغربية الأصيلة التي لا ينفصل فيها الفن عن المعرفة – أن يجعلها منبرا دوليا مسخرا للنظر في أحداث الساعة والقضايا الحساسة التي تأثر في عالمنا المعاصر والتدقيق فيها، ونقطة التقاء للعلماء والمثقفين والفنانين كذلك.
ومن دون شك، يمكن اعتبار الأعمال البلاستيكية التي تزين مقر الأكاديمية بمثابة احتفاء بإبداع الفنانين المغاربة وأصالتهم. فهذا الميول الفني الواضح للأكاديمية يبرز إلى أي حد يعتبر الفن المغربي مهما بالنسبة لها، شأنه في ذلك شأن أنشطتها المرتبطة بحوار الأفكار والثقافات.
كما وجب التذكير بأن مجموعة اللوحات هذه هي ثمرة زيارات شخصية للأروقة الفنية وإلى ورشات عمل الفنانين، رغم أن حداثة الإبداعات المكونة لها تجعلها غير شاملة بعد لجميع أوجه التجربة المغربية في مجال الفنون البلاستيكية. ولكن، يبقى من شأنها أن تغدوا في وقت وجيز إحدى أكبر مجموعات الأعمال الفنية التي يمكن للمغرب أن يفتخر بها. ومن يدري، فلربما تحول مقر الأكاديمية يوما ما إلى معرض دائم ومفتوح في وجه جميع المغاربة المحبين للفنون البلاستيكية والأجانب الذين يزورون المغرب على حد سواء.