يعد «الملحون» في طليعة الأنماط الشعرية التي انفرد بها المغاربة، وأبدعوا بعبقرياتهم فيها، لغة وفنا وجمعا وإنشاداً، حافظين في ذاكرتها روافد الحضارة المغربية بأبعادها الفنية والفكرية والاجتماعية.

وإذا قيل في موروثنا العربي الأدبي «إن الشعر هو ديوان العرب» فإنه يمكننا القول «إن الملحون هو ديوان المغاربة بدون منازع» حيث ارتقى هذا الفن على يدهم بجودة لغته وبنائه الفني وأغراضه وأشكاله، فأصبح «الفن البديع، والأدب الرفيع» الذي عنيت الأكاديمية بجمع ونشر وتحقيق نصوصه منذ الثمانينات في «معلمة الملحون» التي أشرف عليها المرحوم الأستاذ محمد الفاسي العضو في أكاديمية المملكة المغربية في «موسوعته» التي أشرف على لجنتها وإصدار دواوينها العشرة عضو أكاديمية المملكة المغربية الأستاذ عباس الجراري.

 ووفقا للتوجهات السامية لراعي أكاديمية المملكة المغربية صاحب الجلالة  الملك محمد السادس -حفظه الله- الداعية إلى تطوير الرسالة العلمية للأكاديمية وانفتاحها وتحديث إنجازاتها الثقافية والأدبية والفنية فإن أكاديمية المملكة المغربية ستقيم احتفالية كبرى للملحون تحت مسمى «نزهة الخاطر بصدور الديوان العاشر» تعريفا باستشراقاته الإبداعية وتحديثا لأداءاته الفنية واسترشاداً بعناية راعي الأكاديمية بالملحون وتقديره لجهود هذه الأخيرة في جمعه ونشره، كما نجد في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى أكاديمية المملكة المغربية بعد تفضل جلالته باستلام ديوان «الشيخ سيدي قدور العلمي» يقول جلالته: «وقد سرّنا أن تتولى الأكاديمية إحياء تراث المغرب بكل أنواعه و موضوعاته، وأن يقوم بذلك صفوة من الأساتذة المغاربة المختصين في الموضوع، وذلك في التزامٍ بالمنهج العلمي المأخوذ به في نشر وإصدار كل صنف من أصناف التراث الوطني على الوجه الأمثل، كما ابتهجنا باهتمام الأكاديمية بنشر شعر الملحون، الذي كان للشعراء والزّجالين المغاربة باع طويل فيه، على مدى العصور الأخيرة، تعبيراً عن الشخصية المغربية، والتغني بما يختلج في نفوس المغاربة من مشاعر دينية وطنية وعاطفية. فكان لهذا الملحون في تعبيره المباشر ولغتها الشعبية دوره الأدبي والحضاري في تشخيص الوحدة والتعلق بثوابت الأمة ومقدّساتها، مستحضرين الدّواوين الثلاثة السابقة التي أصدرتها الأكاديمية، ضمن معلمة الملحون المغربي للشيوخ الكبار المغراوي والجيلالي امتيرد ومحمد بن علي ولد أرزين

تنظم أكاديمية المملكة المغربية بمقرها احتفالية ثقافية وفنية لتراث الملحون، تشتمل على الفعاليات التالية:

1-اليوم الدراسي: يقام يوم الخميس 18 ماي 2017، تشارك فيه ثلة من الباحثين المختصين في تراث الملحون دراسة وإنشاداً وعزفا من المغرب وفرنسا، ويشتمل اليوم الدراسي على محاور دراسية إلى جانب عروض ومناقشات حول محوريين هما:

أ-لغة الملحون

ب-البناء الفني للملحون

وفي المساء تقدم عروض ومناقشات حول محورين هما:

أ-الموضوعات (الأغراض)

ب-الأشكال والأداء

2- الاحتفالية الفنية: تقام يوم الأربعاء 24 ماي 2017، يشارك فيها شيوخ  ومنشدون وموسيقيون، تقدم فيها أشعار من دواوين الملحون التي أصدرتها الأكاديمية بأداءات موسيقية حديثة وتشخيصات فنية لأعلامها، وهي:

* ديوان الشيخ عبد العزيز المغراوي

* ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد

* ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين

* ديوان الشيخ عبد القادر العلمي (قدور العلمي)

* ديوان الشيخ التهامي المدغري

* ديوان الشيخ أحمد الكندوز

* ديوان الشيخ أحمد الغرابلي

* ديوان الشيخ إدريس بن علي السناني

* ديوان السلطان مولاي عبد الحفيظ

* ديوان الشيخ أحمد بن علي المسفيوي الدمناتي

3-تكريم شيخ من شيوخ الملحون المعاصرين الحاج أحمد سهوم: الذي يعد بحق رائداً لتراث الأدب الشعبي، فهو شاعر وباحث ومنشد، جمع ما تفرق في غيره، ورسم في قصائده لوحات فنية، لقضاياه المختلفة ولغته الفنية العامية السلسة، بانيا لهذا الأدب الشعبي قامة شامخة أصبح بها مهوى عشاقه ومبتغى الباحثين والطلاب من داخل المغرب وخارجه.